ظل الحلم
2 مشترك
غيث :: واحة الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
ظل الحلم
كل يوم يستيقظ على فراش متآكل، ليس بينه وبين التراب إلا الملابس التي كان ينام بها، تنسجم نفسه مع هديل الحمائم التي بأعلى البرج،ومع صداع وضجيج المعامل وأصوات السيارات المزعجة يرتدي قميصا مليئا ببقع الزيت التي إلتصقت به وهو في بحثه الطويل عن العمل ،وسروالا مرقعا ،يذهب مرة إلى أحد المعامل المجاورة ومرة يجوب الشوارع بحثا عن العمل ،لكن بدون جدوى، وبينما يوصل طريقه أحس بعدم القدرة على المسير وبألم في بطنه وصداع في رأسه بسبب الجوع والعطش ،ثم وقف أمام منزل تحيط بجنباته أشجارباسقة ونوافذ لامعة تعكس أشعة الشمس الحارة ،طرق لباب فلم يسمعه أحد،إتكأعلى على جانبه لشدة الحرارة فضغط على زر الجرس دون أن يشعر بذلك،إنفتح الباب لتظهر منه فتاة في مقتبل العمرترتدي جلبابا وغطاءا للرأس ،أحست الفتاة في بداية الأمر بالخوف، لكنها تشجعت وسألته قائلةّ:
- ما بالك ؟ وماذا تريد ؟وما حاجتك عندنا؟ إنفجر أحمد باكيا والدموع تنغمر على خديه ثم قال:
-أريد ماء وطعام لوجه الله … أشفقت عليه الفتاة وهي تتألمه بين الوسخ والنخالة والعراء، فتراجعت إلى الداخل لتستجيب لرغبة الحنان والشفقة، ثم عادت حاملة إليه ما يسد به رمقه، تناول وجبته بلهفة مجنون ثم أثنى عليها،وغادر المكان نحو البرج كعادته، إستلقى على الأرض مسترخيا من شدة التعب ،واستسلم للذاكرة والتذكر،فرأى نفسه حينما كان طفلا تداعبه أمه في ذلك المنزل البسيط وضجيج إخوته حوله يملأون المكان،ثم يتذكر قول أبيه (يا بني قم للعمل ولا تتهاون ،ألا ترى فقر حالنا ؟)تبدأ الدموع اللامعة تتساقط على الأرض حتى كادت تغسل مكان جلوسه ،وهو يقول بصوت مرتفع: تبا لماذا لم أعمل بنصيحتة والدي؟ألم يكن صائبا وأنا في هذه البلاد؟كيف أعود يا رباه ؟ رفع رأسه نحو السماء وتمنى لو أنه طائر يحلق في السماء لكي يعود إلى منزله ،لكن الأقدار أبت إلا أن تزيد من همومه وشقائه ،توقف أحمد ووقف ليواصل مسيرته المضنية بحثا عن العمل ،فإما أن يجد عملا يسد بعوائده رمقه ورمق عائلته البعيدة التي تنتظره، أو يسوق نفسه إلى الهلاك. لقد سئم أحمد حياته وهي تسير في هذا المسارالملئ بالمآسي دون بلوغه هدف مجيئه إلى هنا ،واصل السير وهو مصمم على أمرين البقاء أو الموت ،وصل أمام شجرة كبيرة ،إحتمى تحت ظلها الوافر ،ثم إتكأ عليها وأوراقها تتناثر على جسمه الذي يرتعش بشدة، ورفع يديه إلى السماء وهو يردد أنقدني يا مغيث ،ليغاث بطريق لا يعود منه السائرون.
بقلم عبد العزيز بلفقير
belfakir abdelaziz- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 14/01/2011
رد: ظل الحلم
سلم يراعك واصل عملك وابتعد عن الأحلام...
سعيد أيت غانم- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 15/12/2010
شكرا أخي سعيد أقول لك إنني في الحلم
شكرا أخي سعيد أقول لك إنني في الحلم أجد ذاتي أقتل الواقع المزيف لأعيش الواقع الحقيقي
belfakir abdelaziz- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 14/01/2011
غيث :: واحة الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى