قف أطلق سراحي
2 مشترك
غيث :: واحة الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
قف أطلق سراحي
[b]
جاءتني نجوى متضجرة خانقة فقالت.
عندما يكون الإنسان لا شيء فهو يكره نفسه لأنه قاسي والكره صفة شنيعة يتصف بها الضعفاء. اعرف أنكم تلمونني لأني قاسية وبمعنى أدق ضعيقة ولكن أولا يجب أن تلوموا من أوصلني إلى هذا ومن بعدها تأتي ملامتي لأني اكره كل من يضع صورة سيئة عن شخصيتي وأيا كان هذا الإنسان لا تقسوا و انتم تحكمون علي بل افهموني على طبيعتي .فما اغرب أن نلفظ أحكامنا جزفا على بني البشر.لأني لست من رسم صورتي بل إني أمثلها فقط . لان من رسمها هما المسئولون عني وعن تصرفاتي وساعدتهما العوامل الخارجية التي أنشئت شخصيتي فانا أعاني إذ لم اقل اتالم لكوني امثل هذه الصورة التي لم يحسنوا رسمها .فالصورة لا يمكنها أن تغير ما رسمه صاحبها وان لم يعجبها شكلها وهنا لا اقصد الشكل الخارجي التي تمثله الصفات البارزة في أنوثتي ولكن ما اقصده هو الشكل الداخلي والنفسية المتشابكة كتشابك الألوان الزاهية المصحوبة بالألوان الغامقة. كل من راني. واقصد صورتي فهو يقول في قرارات نفسه أنها صورة رائعة بل في قمة الروعة يحكمون علي وأنا امثل الحزن والفرح في عيني وعلى شفتي علامة استفهام يتأملني الجميع ويحدقون بي فالكل يريد امتلاك هذه الصورة لكن ارفض أن يمتلكني احد ولاسيما في افكاري لان امتلاكي اسر لي و ولما أريد تحقيقه...
ولهذا يبقى تحرري من اللوحة هو سبيلي الوحيد للتخلص من قيود نفسي المرتبطة بالماضي الذي يلاحقني ويشبلني في إطار خشبي يلعب دور السقف الذي يمنع وصول أشعة الشمس لتدفئتي من البرودة التي أعيشها .والزجاج سجني فمن خلاله أرى العالم الخارجي وجماله فهو ضيق يحبس أنفاسي من البوح بشعوري ولهذا أتمنى أن اغتسل بدلو ماء لكي أنظف الدنس من قلبي أو لأنظف اللوحة التي رسمت بها صورتي وهي تصرخ ** أطلقوا سراحي** أريد أن أعانق أغاريد الطيور وان أرى الشمس الساطعة في السماء الزرقاء الخالية من الغيوم.اجل إنها غيوم الحزن فحزني يشبهه في رما ديته الذي يميل إلى اسوداده كاسوداد شعري المنساب على كتفي .أريد أن أرى القمر في الليل الهائم بالنجوم فالنجوم من حوله تتلؤلؤ مبتهجة فرحة لأنها تبتعد أميالا عن بعضها البعض وان أكون غابة أزهار ومرجا اخضر يعبق بالعطر والأريج وان أكون الحمامات البيض تقتات من أرضها وتلهو في سمائها وان أكون ينابيع الحياة حرة كالرياح اعبر عن رغبتي في امتلاك ما أشاء أريد ولا استطيع أن أقول أكثر... فالعالم الجميل يتساقط من حولي وأنا عاجزة عن التحرك لإنقاذه أو قول** قف **.
وبعد صمت رهيب قالت.
حاولت كثيرا أن اعثر على ذنبي وجرمي فوصلت أخيرا أن جريمتي هي كبتي فالألوان المتشابكة بدأت تتفاعل مع بني جنسها كسجادة مزركشة غنية بجميع الألوان التي بدأت بالانحلال لأني ما عدت قادرة على كبت ما سيأتي سئمت ومللت من الكبت ....
ان نجوى لم تكن سوى صورة شاعرية غالت في تزويق ألوانها مخيلة أتعبتها ما عانت صاحبتها من الآلام وتحملت من الإساءات فهنيئا لها على الظلم والقسوة .هي ظالمة ظلمتها الحياة وقسا عليها الكثيرون .فهنيئا لها عبثت بنزيف قلب ظنت أنها وجدت فيه الإنسان فلم تجد سوى عالما مجهولا كأسرار الروح.شكرا لها لأنها فتحت عيني على الحقيقة وان كانت جارحة وأزاحت الستار عن الواقع وان كان أليما.فلست ادري إن كان من حقي أن أصافح نفسي في الواقع كما قدر لي أن أصافحها على الورق.فلقائي بنفسي زادا استعنت به على قسوة الناس وغدر الأيام واني لن اخفي ارتعاش وجداني رافق قلمي وهو يخطو ما خط من كلمات صادقة فجرت في أنفاسي أحاسيس لم أعهدها من قبل فبت أمام أمر واقع لا مفر منه .أراني قد امتلأت بأشياء يصعب علي استيعابها ولا بد من إن أفرغها في قالب الكلمة وأصبها على امتداد الحرف. فالحب لا هو اقتناع بمدلول الكلام ولا بوفاء العبارة فالتجربة الواعية لا تتعايش بالفراغ والإحساس الصادق لا ينمو على الورق ولكن ما حيلتي وأنا أسامر الضباب في مغنى الضباب وانسج خيوط قدر اصفر وهكذا أرى أن الكتابة هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى ذاتي و أتمكن بواسطتها أن اعبر عما يجول في خاطري من مشاعر وما راودتني من أفكار يوم التقيت بعالمي الداخلي ...
فماذا أقول عن جوي المعنوي .لقد كانت حياتي منذ القديم لا تخلوا من الصراع والضجيج فوسطي الخارجي يلتهم أيامي وليالي ويدمر حياتي بنزاعاته التي لا تنتهي. فكم مرة أردت أن اهرب إلى مكان قصي ابحث فيه عن الهدوء والسلام الوجداني.لان أشباح نفسي تطاردني حتى في أحلامي.
اعرف أن اليوم الذي انتظرته لا بد له أن يأتي لأتلبس فيه سبيل الخلاص للتخلص من القفص الذي حبكت قضبانه بيدي.سأهرب واشرب كأسا من خمرت الروح لأنعش تفكيري الذي لا اعرفه حق معرفة إذ أن الشيء الوحيد الذي اعرفه هو أن يتغير الوجود وياخد صيغة جديدة فالدموع أطالت في عيني وإذا ما كانت طويلة تذكرت أن آلامي أطول منها .فانا لم اعد أؤمن بما يسمونه حبا أو وفاءا لأني قد حطمت قلبي ومشيت عليه لا انتقاما من نفسي وإنما انتقاما لنفسي من البشر الدين غرقوا في الأباطيل وابتعدوا عن الصراحة والوضوح .فانا لا أريد أن أقف على جثث هؤلاء ابحث فيهم عن الحنان والصدق والوفاء والعطاء فقد عهد تهم جهلاء .لست أنا فانا ابحث عن معنى التضحية وبسمة الأمل لا عن غلاف الكرامة والابتسامة التي ابتدعها البشر
إلى متى سأضل منفصلة عن ذاتي ومقيدة بحواجز وهمية
وتسألني
وهبت نفسي الحزن ولم اترك للفرح شيئا
ااكتب لك عن حبي والحب الذي لم أعشه
أم أشكو لك ألامي وأنا لا اعرف أي آلام تعتصرني
وتسألني يا منى نفسي هل اتالم
نعم لقد نشاء في ضميري صراع عميق تمنيت لو أني لم اخلق أبدا لكي لا أرى الثعابين وهي تنفث سمومها في جسمي التي أبقتني.رهينة الأيام رمية المصائب قرينة الأحزان. تاجرة الغرور أسيرة الموت فوقعت حائرة أين المفر.
فاطمة الزهراء نيازك
فاطمة الزهراء نيازك- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 06/08/2011
هي وشوم في الذاكرة
بدون مقدمات
نص جميل، ذاكرة مبدعة، مرهقة بالماضي القريب والبعيد، هي وشوم في الذاكرة، وأوحال عالقة متصلبة.
هل الكتابة إذن محاولة لنسيان الماضي وهروب منه؟
لكن أليست الكتابة كما يقولون ألم؟
ولماذا مهاجمة من تصفينهم بالثعابين؟ هل هو زمن جديد لمعركة شرسة ضد هؤلاء؟ أم ضدنا نحن؟
ربما فهمت قصدي
لك الجواب أيتها المبدعة ..........
نص جميل، ذاكرة مبدعة، مرهقة بالماضي القريب والبعيد، هي وشوم في الذاكرة، وأوحال عالقة متصلبة.
هل الكتابة إذن محاولة لنسيان الماضي وهروب منه؟
لكن أليست الكتابة كما يقولون ألم؟
ولماذا مهاجمة من تصفينهم بالثعابين؟ هل هو زمن جديد لمعركة شرسة ضد هؤلاء؟ أم ضدنا نحن؟
ربما فهمت قصدي
لك الجواب أيتها المبدعة ..........
abdelaziz22ans- عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 21/10/2011
غيث :: واحة الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى