لغة بائسة

عاد الفراغ ليأخذني ويستوطن بي أمامه وأنا انتحل شخصية الخلاص بها أجاري الصمت الذائب داخلي لأعلن قبيل الوفاة أن لي لغة بائسة أخذتني إلى خوف الطفولة ...كنت لحظتها انظر مكامن الأخطاء فوجدت نفسي في قاع بئر تصارع الأفاعي ...أتعبتني تلك الذكريات المثقلة بالسكوت المفاجئ ففوجئت بغضب مكنون أعلنت عنه بالصراخ...
مرة أخرى تهت في متاهة أسئلة لها أجوبة عمياء فأردت الهروب والخروج من هذا وذاك بالاندفاع نحو اللاشئ و اللا موجود حتى أصبح كل شيء فوضوي بلا معنى بلا ذوق وبلا رائحة لا شيء يستحق العناء التضحية ولا يستحق الندم ...وأخيرا اندمجت الصورة داخلي بصوتها الأبي الذي يخاطبني منذ الأزل. إذ قال أن لا قدر لي و انه مات يوم ولادتي حيث اكتمل البدر وغنت السماء أجمل أغنية وحامت الطيور على راسي فذهلت وهاجرت من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان بغية النجاة... وأنا الأخرى سافرت بين الأمكنة والأزمنة ابحث عن قدري فلم أجد إلا عالما متسخا بالأوراق والأقلام ...انتشلت ورقة وقلما فحاصرتني الأفكار واجتاحتني رغبة الكتابة...كتبت وكتبت بلا أدنى شعور او مقاطعة حتى جفت الأقلام وانتهت الأوراق كل الأوراق ...حينها قف شعر بدني في ظلمة النفق حيث رقدت أجفاني على اسرة طريق لامنتهي من نقطة البداية ...
في سبات عميق رحت حتى دغدغ الفجر حواسي النائمة لتمد الشمس يدها على شط بحر أمواجه تتعالى لتأخذ الأحلام من يدي وتأتي بأخرى كادت تهاجر في قارب النسيان ... استشعرت لذة شبيهة بلذة رجل داهمه الموت فنجى في اللحظة الأخيرة ...الم بجدر به أن يغوص في بحر التجارب أولا حتى يقال عنه انه يستطيع الغوص ...
يا عابر سبيل أخيك الغريق... حرارة كلامك مشوهة بلسان السخط على واقع مدمر ظن به الحب انه أكذوبة عاثرة داخل شريان قلب نابض...
يا غبي زمانه أجاهل لقواعد اللعبة ....
مرثية هي روحك الندية بترهات مستقبل متحطم....مرثي أنت وأنت تحاول فهم مدلول هاته الكلمات ...

بقلم.فاطمة الزهراء نيازك

بسم الخالق الوهاب خالق الأرض والسموات.
لا أعرف يا أختاه كيف أجيب على هذا النص المتميز، لكن اعلمي بصدق تام أنه نال إعجابي، فلغتك جميلة، وأسلوبك في الكتابة رائع وحر، سواء في هذا النص أو حتى في النصوص القصصية.
أتمنى لك التوفيق، فلغتك ليست بائسة ولا يائسة وإنما مفعمة بالأمل الجميل......
مودتي .... أخوك عبد العزيز